الجمعة، 30 سبتمبر 2011

لقاء حصري للشاعر اسعد الروابة لمجلة صدانا / حاورته الاعلامية المغربية فاطمة بوهراكة

http://www.saddana.net/?p=2005

الشاعر أسعد الروابة في حوار للوكالة : انسحابي من تدقيق نصوص مسلسل " توق " خشية العبث بقصائد بدر بن عبد المحسن




وكالة أنباء الشعر – أحمد الصويري
تميّز بعذوبة صوره وابتكارها، وقدرته على توظيف الثقافة العصرية في إطار القصيدة النبطية، لم يغادر دائرة القصيدة الكلاسيكية، ولم يبخس تطوّر التجارب الشعرية حقها، فكان لتنوعه وتجديده في الشكل والمضمون الدور الأساسي الذي جعل الأذهان تلتفت إلى اسمه كتجربة فريدة كلّما ورد ذكر الشعر النبطي في سوريا، بعد فوزه مؤخراً بالمركز الثالث في مسابقة سحايب أدبية التي يرعاها معالي الشاعر علي بن سالم الكعبي، قمنا بالاتصال بالشاعر أسعد الروابة، ومن خلال هذا الحوار الخاص، تحدثنا عن بعض ما اختبأ في أوراقه ....


مسابقة سحايب تعبر أضخم مسابقة شعر نبطي على الإنترنت

بدايةً نبارك لك فوزك بالمركز الثالث في مسابقة سحايب أدبية التي أعلنت نتائجها مؤخراً، ونودّ لو تحدّثنا عن هذه المشاركة .

أشكرك على اتصالكم ومتابعتكم لإخبار الشعراء وهذا غير مستغرب من وكالة إخبار الشعر، وبالنسبة لفوزي فأعتبره تتويجاً جديداً لي كشاعر خصوصاً وأن مسابقة سحايب تعبر أضخم مسابقة شعر نبطي على الإنترنت , ويكفي أن يكون خلفها داعماً معالي الشاعر القدير علي بن سالم الكعبي لتكون مسابقة تحمل أهمية كبيرة , وهنا أتوجه بالشكر لجميع المشرفين على هذه المسابقة سيما الإعلامي والشاعر القدير حسين بن سودة الذي بذل مجهوداً كبيراً جداً أثناءها.

فوزي بالكثير من الجوائز دليل على تنوع تجربتي

أسعد الروابة شاعر فاز بالكثير من الجوائز الشعرية حتى أطلق عليه البعض شاعر الجوائز، فما تقول في ذلك ؟

الحقيقة إنني أجد أن الفوز بأية جائزة يشارك بها العشرات أو المئات من الشعراء تتويج للشاعر سيما وأنه يدخل منافسة شعر مع زملائه الشعراء تكون بها الكلمة الأخيرة للجنة التحكيم، وفوزي بالكثير من الجوائز دليل على تنوع تجربتي الشعرية التي يحددها تنوع أفكار وميول لجان التحكيم المتعددة، ومن ثم إن الجوائز بالإضافة إلى دعمها المعنوي للشاعر فإن الجانب المادي أيضا هام للشاعر الذي قد يكون متوقفاً عن أي عمل سوى الكتابة .

تواجدت ليوم واحد

 مؤخراً شاركت ليوم واحد كمدقق شعر ولهجة في مسلسل " توق " للمخرج شوقي الماجري في رواية للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن وسيناريو عدنان عودة، لماذا انسحبت دون أن يعلم أحد من طاقم المسلسل بالسبب كما جاء على صفحتك في الفيس بوك ؟

نعم تواجدت ليوم واحد والتقيت بصديقي الممثل السعودي الرائع عبد المحسن النمر الذي رحب بي وكان ينتظرني ولكنني وجدت أن طاقم العمل لا يهتم كثيراً بموضوع اللهجة وعلى ذلك خشيت أن أوقع معهم عقداً ولا يكون هناك اهتمام بطريقة إلقاء الممثلين للشعر باستثناء الممثل النمر المتمكن من الشعر، فأكون من المشاركين في العبث بقصائد الأمير بدر بن عبد المحسن صاحب المدرسة الشعرية المميزة، وأعتقد أنه لو سلم المسلسل من هذا الأمر سيحقق نجاحاً كبيراً.

طلبت تأجيل حلقتي ولكن آلية المسابقة لم تكن تسمح بذلك

شاركت في النسخة الثالثة من شاعر المليون وقدمت نصاً أشادت به لجنة التحكيم بقوة، ثم لم تتأهل لدور آخر، فهل ترى بأن الإلقاء كان له دور بخروجك المبكر ؟

أعتقد أن الإلقاء كان له دور خصوصاً وأنني كنت مريضاَ قبل الحلقة بثلاثة أيام وطلبت تأجيل حلقتي ولكن آلية المسابقة لم تكن تسمح بذلك، ورغم هذا لا أعتقد أنني كنت بهذا السوء في الإلقاء، فالقصيدة كانت تحمل حزناً عميقاً ولا يتناسب الصوت المرتفع معها .


إلقائي يتفوق على إلقاء الكثيرين

 يقال بأن أسعد الروابة متحدث بارع خلال اللقاءات التلفزيونية وصاحب إلقاء سيء، فهل هذا القول جاء نتيجة تأثير إلقائك سلباً على وجودك في شاعر المليون، وما هو ردك ؟

أعتقد أن البراعة في الحديث لا تأتي إلا من ثقتي بأنني أحمل ثقافة عالية كونتها خلال قراءاتي المتنوعة , أما الإلقاء فهو يعتمد على التمثيل والحالة السيكولوجية أكثر منه إلى الحالة النفسية رغم تداخلهما بعض الشيء، ومن ثم إننا في سوريا نادراً ما نلقي شعراً أي بالمناسبات وقد تمر علي شهور طويلة لا ألقي أية قصيدة وهذا له تأثير في ذلك رغم أن إلقائي يتفوق على إلقاء الكثيرين.

شاعر المليون يشبه كأس العالم

انطلقت النسخة الخامسة من شاعر المليون، فما هي توقعاتك لها ؟

أعتقد أن هذه النسخة ستحظى بمتابعة أكبر من النسخة التي قبلها , فتوقف البرنامج لعام كامل جعل الناس تتشوق للنسخة الحالية وأعتقد أن شاعر المليون يشبه كأس العالم بالنسبة لتشوق الناس وانتظارهم لموعده بلهفة.


 تتوقع نجاحاً كبيراً للنسخة الحالية، هل كنت ترى أنه لم يكن ناجحاً في مرحلة معينة ؟

البرنامج ناجح منذ انطلاقته الأولى، ولكنه في النسخة الرابعة ربما فقد بعضاً من بريقه، والفكرة في جعله كل عامين تجعله دائماً كما لو أنه ينطلق لأول مرة، من هذا المنطلق أرى أن نجاح النسخة الخامسة سيكون أكثر تميزاً.

يكفي أن يشارك الشاعر بنسخة واحدة

هل ستشارك في النسخة السادسة كونك من شعراء النسخة الثالثة ؟

لا أعتقد، فيكفي أن يشارك الشاعر بنسخة واحدة، ويجب أن نترك المجال للشعراء الآخرين ولاكتشافات جديدة .

لنا الآن أن نشكرك على هذا الحوار الجميل، فهل لدى أسعد الروابة ما يضيفه ؟

الشكر لك أخي احمد وللوكالة على اهتمامها الدائم بأخبار الشعراء، وأكرر امتناني لكم على اتصالكم ومباركتكم لي بالجائزة

رسائل لم يوصلها ساعي البريد (( 7))

(7)

- في ساعات الصباح الأولى والتي ولدت على سهري وسهادي كانت اشعة الشمس التي تدخل من نافذة السجن الضيقة تبتسم لي وانا لا ادري حينها لماذا لم يروق لي هذا المنظر , هل لإني كنت انتظره طوال الليل , هل لإنه ينذرني بيوم عصيب , لا اعتقد ذلك , تذكرت انها قالت لي في اخر لقاء انها لاتحب هذا المنظر كانت متشائمة حينها ...

- اذاعة مونتكارلو - من المذياع الذي بيد حارس السجن البليد , تعلن عن استهداف الطيران الاسرائيلي لمواقع في جنوب لبنان في ساعات الليل المتأخرة , كنت حينها قد سمعت دوي الانفجارت كالتي كنت اسمعها في صدري ...لاني لم انم تلك الليلة مطلقاً..

- صوت المذياع بدأ ينخفض وبدأ صوت اقدام الحارس البديل تتعالى , كان يضحك مع الحارس الذي سبقه بصوت جعلني اتقيأ لولا ان معدتي لايوجد بها شئ سوى كاسة الشاي التي شربتها مع السيجارة بالتناوب طوال الليل , مايزيدني خوفاً هو انك مصرة على البقاء معي حتى في هذه اللحظات ....

رسائل لم يوصلها ساعي البريد (( 6))

(6)

- بعد أن حل الظلام في الغرفة ولم يعد هناك متسعاً إلا لضيق الانفاس والأمل , كان زهدي يغط في نومٍ عميق وشخيره كان هو الموسيقى الوحيدة التي تشعرنا أنا وبسام أن في الغرفة احياء ..

- قلت لبسام أريد سيجارة وكأس من الشاي , قال لي وهو يتأتأ (( هلأ وقت كيفك أنا جوعان)) وماهي الا لحظات حتى فتح حارس الغرفة الباب وأدخل معه ثلاثة صحون , إلى الآن لا أعرف ماهو نوع الطعام الذي بهذه الصحون - أعتقد أنه شوربة سيئة كرائحة الغرفة _ ركل الحارس زهدي بقدمه حتى يتناول طعامه _ قلت للحارس الا يوجد عندك سيجارة وكأس شاي , قال لي وهو يوجه ( البيل ) إلى وجهي كم تدفع !

- لم استطع أن اغفوا طوال تلك الليلة الطويلة , خفت أن يسرقك السجان مني وأنا نائم ...

رسائل لم يوصلها ساعي البريد (( 5))

(5)

- في اليوم الأول بالسجن , كان صديقي بسام قباني , حملاً وديعاً _ هو من عائلة نزار كما يقول لكنه لايفقه بالشعر شيئاً , كان بليداً بعض الشئ , وكنت انا يائساً كبالونةٍ أوشكت على الانفجار , كان الوقت عصراً والساعة كما قال المذيع براديو لندن الرابعة بتوقيت مكة المكرمة ...( مذياع السجانين الذين يلعبون الورق خارج السجن )

- زهدي الجندي الوحيد الذي وجدناه امامنا كان يحدثنا عن ندمه بضرب احد الجنود , وكان بفضوله القاتل يتساءل عن جرمنا وكم عدد ايام سجننا , قال له بسام الذي يـتأتأ قبل نطق اي كلمة ست ست ستة أيام , والسبب تأخرنا عن الاجازة ...
- كان يقلقني بالسجن اشياء كثيرة , ضيق الغرفة , زهدي الذي كان يتكلم كثيراً ويحدثنا عن ندمه كثيراً , رائحة حذائه القذرة , الحشرات التي كانت تملأ زواية السجن , الجو الحار , صورتكِ المعلقة على جدار قلبي ...

رسائل لم يوصلها ساعي البريد (( 4))

((4))



- في إحدى ليالي الشتاء الباردة واثناء تبادلنا الحديث عن مدينتنا _ في العسكرية _ يتجمع ابناء المدينة الواحدة صفاً واحداً كما يتجمع الجنود اثناء الحرب من مختلف المدن صفاً واحداً , فوجئت بإن احد الجنود قريباً لكــ , اصبحت اصغي الى حديثه حتى كدت ان اخبئه عن الاخرين , ألهذا الحد اغار عليكــ ...



- أصبحت اجالسه كثيراً واتحين الفرص حتى يتحدث لي عنك , عن اثاث منزلك عن اشياءك التي تحبينها , عن مقالبك الطريفة مع اخواتك اللواتي يكبرنك سناً, عراكك انتِ وهو وأنتم صغار ,...ياألهي لماذا يتحدث عنك انتِ بالذات طوال هذا الوقت ..سألت نفسي متأخراً..



- كيف لي ان اعلم لماذا يتحدث عنكِ بهذه الطريقة دون ان يشعر بي , لا اريد ان افقد شيئاً من احترامي لنفسي , توقفت عن محاولاتي لجره عن الحديث عنك ...



- ليتك تعلمين كم كانت فرحتي عظيمة عندما كان يشتري لكــ ِ لعبة جميلة تحبينها قبل ان يأخذ إجازته السنوية قبل عيد الأضحى , قال لي هي اختي الوحيدة ، اختي بالرضاعة , حينها قبلته بين عينه بلاشعور...



لبنان ..خارج الزمان

رسائل لم يوصلها ساعي البريد (( 3))

(3)




- قال لي أحد الجنود ذات مساء , على الجنود أن يميتوا قلوبهم حتى لايهزمون في الحرب , قلت له نابليون لم تهزمه حرب قط ...هزمه الحب !؟ ربما شم هذا الجندي عطرك بدخان البرد المنبعث من فمي ...
- الجندي الذي أعطيته معطفاً أعطاه لي والدي قبل أن يسافر, كان يحدثني عن طفولته التي قضاها في ملجأ الأيتام وعن فتاة كان يحبها وخرجت من الملجأ دون أن يعرف أباها أو عنوانها ..هو أيضاً لايعرف أباه وليس له عنوان...
- كنت اقرأ للجنود بعضاً من شعر نزار بصوتٍ ليس مرتفعًا ولكن يسمعه الجميع , صفق لي جندي بيده قطعة خبز , دون أن يفهم شيئاً مما قلت , لم يكن جائعاً أعتقد أنه كان عاشقًا...




المكان لبنان , الزمان شتاء القرن الماضي

رسائل لم يوصلها ساعي البريد ((2))

(2))

- في الطريق المؤدي إلى جبال صنين كنت اقود العربة العسكرية في جوٍ متجمد واصعد بها فوق الثلوج , ولكنني كنت اشعر ان شئ ما يحترق داخلي , كيف استطعتي إشعال النيران بين هذه الثلوج ؟! ...
- قبل ان نصل بعدة كيلو مترات رأينا ذئاب كثيرة تنظر الينا بتوسل , حتى الذئاب عندما تشعر بدنو اجلها تصبح اكثر انسانية , ليس فقط الانسان ...!
- عندما وصلنا الى قمة الجبل وجدنا العسكر بحالة ليست جيدة , احدهم كان يحتضر ليس لإن الطعام قطع عنهم ستة ايام , يقولون انه مذ جاء من اجازته السنوية وهو على هذه الحال ..
- قبل ان نعود طلبت من ذلك الجندي ان يذهب معنا الى الطبيب , لم يقبل , زوجته ماتت بحادث سير...
- في طريق العودة لم استطيع الاستماع الى فيروز , كنت حزيناً على ذلك الجندي واصدقائي يقهقهون ..



المكان لبنان الزمان قبل ان افقد الذاكرة

الخميس، 29 سبتمبر 2011

رسائل لم يوصلها ساعي البريد ((1))

كل فجر تيقظني اصوات الشاحنات
التي تقل الجنود الى حقل الرمي


- وانا المثخن بجراح الحاجة ...
الحاجة إلى الخبز
والحاجة اليك ...


- اخشى ان اذهب هذا الفجر مع الجنود خارج اسوار المدينة
وتختطفك عصافير الذهب قبل ان اعود ..


- كل ماتكلم جندي عن حلمه بإمرأة ذات حسب ونسب ومال وجمال (( وعينان خضراوين ))
خبأتك اكثر


- عندما ارى الذباب على احذية الجنود الروسية الصنع اهرب بك مع ظل غيمة عابرة ...


- هم مثلي يحبون ولكنهم لايعرفون القراءة والكتابة ولايسمعون فيروز...


-القائد الذي كان يعلمنا الرمي كان يشبهكِ كثيراً , ألهذا السبب ركلني بقوة بقبضة البندقية !؟..


- عندما عدت الى بيتنا علقت البندقية والحذاء الروسي خلف شجرة الرمان القديمة
, خرجت أمي تبكي
- ..عندما رأيت دموعها , ايقنت أن شئً ما قد حصل ..
الحمامة المذهبة التي اهديتنيها ذات لقاء عابر ..
وجدت اخوتي الصغار يأكلونها بعد ان شوتها لهم امي
قبلت أمي على رأسها ووبخت اخوتي الصغار وجلسنا الجميع نشرب الشاي ونبكي ....


دمشق عام 1995

ترانيم

أعدك بإن تموت الجراح